محمد الدغباجي(1885-1924)
مناضل تونسى, آمن بالنضال المشترك في الدول الاسلامية. تزعم العديد من
التنظيمات الجهادية التي قاومت الاستعمار الفرنسي و الايطالي. مثل بين
1918 و 1924 أسطورة حية في البلاد التونسية بعد عمليات عسكرية ناجحة ضد
المستعمرين وفي مايو1922 قبض عليه فى ليبيا من طرف الجيش الايطالي وسلم
إلى القوات المحتلة الفرنسية وحكم عليه بالاعدام في مارس 1924 وتم تنفيذ
الحكم في مايو 1924 في الحامة أمام أعين أهله.
منذ
مائة سنة ولد الثائر التونسي الشهير وبطل الجنوب محمد الدغباجي. كان قد مر
وقتها سنوات قليلة فقط على دخول الاستعمار المباشر البلاد التونسية. ولد
الدغباجي في مدينة الحامة من ولاية قابس، واستقر ذكره بالوجدان الشعبي
فغناه، وخلد وقائع كفاحه، ثم لما مات بكاه ورثاه. كان الدغباجي منذ الصغر
يستشعر حقدا خاصا ضدّ الدخيل الجاثم على بلاده، شأنه شأن الكثيرين من
أبناء الجنوب، وسائر أبناء تونس، الذين أبو دوما أن يرضخوا للحكم المركزي
المجسّم في المظالم، فرفضوا التجنيد في الجيش المستعمر، وثاروا وتمردوا.
لم يكن الدغباجي مخططا سياسيا ولا منظرا أو مستهديا بنظرية ثورية، يحسب
للمعارك كل حسابها. ولم يكن منظرا للواقعية والعقلانية، كما يفعل بعض
أشباه مثقفينا اليوم. كان فقط ثائرا ومثالا للفدائي الذائد عن العزّة
والكرامة. لمّا بلغ الثانية والعشرين أجبرته الحاجة والحرمان على قبول
التجنيد، وذلك سنة 1907 حتى 1913.